إلتقيتُ بكِ ..

img_4296عندما إلتقيتُ بكِ سار كلّ شيءٍ بسرعةٍ لم يستوعبُها عقلي!

تسلَلتِ إلى قلبي واحْتللتِه دون سابق إنذار كعدوٍ جريءٍ يقاتِلُ بشراسةٍ في ساحة الحرب!

وكنت سعيد جدًا بذلكَ الإحتلال الذي بدا لي كنُزهة!

كلّ دولةٍ تُحتَل يكسوها الدمارُ والخرابُ بطبيعةِ الحال، ولكنّ إحتِلالُك أنتِ مختلفٌ كثيرًا .. مثلَ العناقِ يُلملِمُ أشتاتي وبقايا قلبي المُتناثِرة، إحتِلالُكِ ما هو إلا وطنٌ كبير يحرمُ الهجرةُ منه!

كلُ إحتِلالٍ هو عبوديّة، واحتلالكِ أنتِ تَحرّر..!

جعلتِيني أسيركِ منذُ الوَهلةِ الأولى!!

جعلتِني أسِيرُ ورائكِ كطفلٍ يتبعُ أُمه دون وعيٍ، فقط لأنّه يشعُر بالأمان!

وكأن ذلك الأسودُ في عينَيكِ لعنةٌ أصابتني على حين غرة لأقع في شباككِ رغمًا عني ..!

وذلك الدفء المنبعِث من أعماقكِ كتعويذةٍ تحركُني كدميةٍ صغيرة حيث تشاء!

الحديثُ معكِ في كلّ شي وحتى اللّاشيء أصبحَ إدمانَ روح، إدمانٌ لستُ مستعد للعلاجِ منهُ ما حييت..!

أيُّ مجنونٍ ذاك الذي يفكرُ في التّخلصِ من لعنتُكِ يا عزيزتي؟؟ تلكَ اللّعنة التي تتسلَّلُ إلى القلب لتُقاتل كلّ تلك الأوجاعُ الحمقاء بكلِّ ما أوتِيَت من قوة!

أيُّ مجنونٍ يتخلّى عن ذاك الشعور الذي يُصيبني عند حديثي معكِ؟

ذلك الشعور الذي لم تخترع له الّلغة اسمًا بعد، كما لم تخترِع أيضًا الكثير من الحروفِ التي أردتُ وصف غرابة عينيكِ بها فعجِزتُ!

حين ينتهي حديثُنا أشعرُ وكأن قُضبان زنزانتي قد أُغلِقت مرةً أخرى لحينِ إصدار حكم بإكمال حديثِنا في وقتٍ لاحق .. وتعلمين جيدًا كم تبدو الساعاتُ دهرًا في السُّجون ..!

وبالرّغم من انكِ كنتِ سبب شقائي أحيانًا، كنتِ أيضًا من يسعى لبرائَتي من تلك التّهُمةُ التي لا أعلم عنها شيئًا سوى أنها جعلتني أن التقي بكِ!

…وأدعو اللهَ دومًا ألاّ اتحرّر منها مهما شابَ شعرُ رأسي.. مهما طال الزمان وابعدتنا المسافات!

أثناء القراءة، استمتعوا ببعض الموسيقى الهادئة في قائمتي الجديدة:

©2018 Dina Al-Mahdy All Rights Reserved

Advertisement

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s