كتاب يستحق القراءة: قضيت أسبوعًا اقرأ رواية الكاتبة الراحلة رضوى عاشور. وبعدها تساءلت لما لا ندّرس مثل هذه الروايات في المناهج الدراسية بدلاً من حشو القصص التي لا يتعدى مداها عمر الامتحان! وبهذا نكون قد علّمنا أجيالنا القادمة تاريخ وطننا العربي قبل أن يصبح في طي النسيان! الرواية عبارة عن رد جميل وقوي على ما ظلوا يرددونه لنا أن الفلسطينين باعوا أرضهم لليهود وبالتالي استحقوا الاحتلال! في ٤٦٠ صفحة تحكي السيدة راء قصة “رقية” الطفلة من قرية طنطورية بفلسطين وحتى أن أصبحت جدة. تلك المرأة شهدت مقتل ذويها وكل المذابح. وبعد كل مذبحة، تقص علينا كيف كانت تحتفظ رقية وكل النساء الفلسطينيات بمفتاح دارهن في أعناقهن حيث لا تفارقهن أبدًا ويتوارثونوها جيلاً بعد جيل ويمررونها عبر الأسلاك الشائكة وكأنها عهدًا على استمرار الإيمان بالعودة وبأن المفاتيح ستصلح بعد سنوات لفتح أبواب الديار المتروكة قسرًا! وتحكي أيضًا حكايات شجر اللوز والزيتون والزنبق الأبيض ورائحة البحر وخبز الطابون والنكبة وروح ناجي العلي وكتابات كنافي… حكايات كأننا عشناها وأماكن كأننا زرناها! فالبطل الحقيقي في الرواية هو الحياة والموت الحقيقي هو الهزيمة. أما رقية الطنطورية، فما هي إلا رمز لفلسطين…كل فلسطين. تجسد حكاية المرأة الفلسطينية بكل ما تعانيه من هشاشة التهجير وقوة الإيمان بالعودة وعمق التأثير في الأجيال المتعاقبة. وكعادتها دائمًا أبدعت رضوى رحمها الله في المزواجة بين الحكي الابداعي والكتابة الجمالية والمشروع المعرفي والتأريخ؛ لتقدم لنا عملاً ناضجًا ينحاز بكل قوة للقراء! أو بكلمات أخرى كما قال عنها زوجها الشاعر مريد البرغوثي “لا وحشة في قبر رضوى”..
“ألا إن نصر اللهِ قريب”..
#رضوى_عاشور #الطنطورية #فلسطين #bookreview #كتاب_يستحق_القراءة